من يتابع جميع البرامج الرياضية على القنوات الجزائرية أو معظمها على الأقل، سيخرج بنتيجة واحدة وهي أن وظيفة "المحلل الرياضي" أصبحت مُشاعة مثل المحلل السياسي والخبير الأمني والمستشار الاقتصادي.. بالتعبير الشعبي "ولات سايبة" !!
كل من مارس كرة القدم ومن لم يمارسها أو يعتقد أنه مارسها، بات ينصِّب نفسه ناطقا باسم الجمهور الرياضي ومحللا في الاستديوهات للدرجة التي قال فيها رابح ماجر في سقطة "سيحسبها التاريخ ضده" إنه يصلح لأن يكون مدربا للفريق الوطني.. فقط لأنهم مارس التحليل الرياضي في بلاتوهات التلفزيون!
كلام غريب وعجيب، ومنطق أعوج، ورمية غير صحيحة، قذف بها رابح ماجر في وجه الجماهير والمتابعين له، وقد كان بوسعه تبرير اختياره بالقول إنه يحترم من نصّبه وعينه ويحترم أيضا من انتقده وانتقد اختياره، من دون أن يستعمل حجّة الظهور التلفزيوني لتبرير منصبه الجديد !
المهم وفي كل البرامج الرياضية وجميع من يتابع المحللين، سيجد أن النوع الغالب من هؤلاء للأسف الشديد هو ذلك الباحث عن الاثارة المجانية وخلق الجدل من فراغ، وفي أحيان كثيرة يمارس التهريج والتهييج و"التقرعيج" !
أما النوع الثاني من المحللين فهو الواقعي، من يحترم نفسه وجمهوره، يخاطب العقول لا يستغفلها، ويمارس مهنته بشكل علمي، يُحضّر لمداخلته جيدا وكأنه تلميذ سيجتاز امتحانا مصيريا.. وهذا كله من الأمور الايجابية التي كدنا نفقدها تماما في التلفزيونات المحلية.
أحيانا، نتصور أنه لا يوجد رقيب ولا عاقل، يتابع تلك البرامج التي يكاد المحلل (أو من يطلق على نفسه صفة محلل) يخرج من الشاشة بعدما خرج عن عقله وانفلت من كل ضوابطه، وبدأ في ممارسة الهذيان العلني والجنون الجماعي، و"الهبال" بلا حساب !
في الوقت الحالي، هنالك بعض الأسماء الصحفية التي تحترم نفسها، وربما اللاعب الوحيد الذي يمارس مهنة المحلّل بشكل علمي وأخلاقي رفيع، ومن دون أن يدخل في الناس بلا مبرر، هو اللاعب حسين آشيو الذي يعد مفاجأة حقيقية للجميع !
حسين يتكلم بهدوء، ومن دون انفعال كاذب، يمارس تحليل المباريات بشكل موضوعي وعلمي، وحتى عندما يتعلق الأمر بالفريق الوطني وأزمته الكبيرة، نشاهد آشيو الهادئ، الموضوعي، والمتخلق عكس مخترعي كرة القدم أو من يدعي النجومية في كل زمان ومكان، هؤلاء الذين نطالبهم اليوم بعجما بلغوا من من العمر عتيا بأن يحترموا أنفسهم وجمهورهم، وبأن يتعلموا من آشيو..ماشي عيب !!
0 commentaires:
إرسال تعليق